المشير عبدالحليم ابو غزالة كان اخطر الشخصيات علي مبارك.
وكان مبارك يستجيب لذلك بأكبر قدر من الغيرة والحذر والحيطة منه.
من الحكايات النادرة التي سمعتها بنفسي من حسن أبوباشا: مرة سأله مبارك: يا حسن الواد أبوغزالة يقدر يعمل حاجة ضدي.
هل الامن المركزي يقدر يصد ابوغزالة. كان هذا في السنة التالية لتوليه السلطة 1983.
ورغم كل العقبات قام ابوغزالة بأكبر عمليات تطوير الجيش المصري، وانشاء جهاز الخدمة الوطنية، الذي تولي عشرات المشروعات مع تحديل مستمر لقاعدة الصناعات الحربية.. "التي أهدرت فيما بعد".
وظل أبوغزالة يعمل ويكسب حب الجماهير المصرية.. والحضور والضباط داخل القوات المسلحة حتي اصبح خطر بالفعل.
هذا ما قاله مصطفي الفقي في حواره مع المصري اليوم يوم 7 مارس.. قال ان مبارك كان يقلق جداً من ابوغزالة.
وكان ابوغزالة فوق هذا وذاك شخصية كاريزمية، وهو ما يفتقد إليه مبارك.
وكان علي درجة عالية من الثقافة الرفيعة "وضع 40 كتاباً عسكرياً وأدبياً".. وهو ما يفتقر اليه مبارك.
النتيجة مؤامرة مبارك.. اتصلوا به ليلاً ليقولوا له من فضلك تعالي غداً الي رئاسة الجمهورية ببدلة مدنية.. سوف يصدر قرار بتعينك نائباً لرئيس الجمهورية.
واستجاب الرجل.. فهو منضبط اشد الانضباط.
ذهب في الموعد المحدد.. وإذا بالقرار يتضمن اقالته من قيادة القوات المسلحة وتجريده من رتبة المشير.. وتعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية.
و ظل القرار بغير تنفيذ حتي استقال أبوغزالة بعد عام واحد.
محمد حسنين هيكل: جماهيرية هيكل وعلمه ببواطن السياسة كانت محل غيظ من مبارك .. وقال عنه مبارك: هيكل مين ده .. سمير رجب احسن منه ..اذا كان هيكل بيكتب مقال أسبوعي .. سمير رجب بيكتب مقال كل يوم ..
كمال الجنزوري: وهو رئيس الوراء الذي حاز ثقة ورضاء كل المصريين وهنا قلق مبارك من جماهيرية الجنزوري .. رئيس حكومة الشعب فأقاله ...
قراء في ملفات اعداء مبارك الثمانية:
شغل منصور حسن منصب وزير الإعلام والثقافة وشؤون الرئاسة في آخر عهد السادات ، ويعتبر حسن أحد أبرز أعضاء «نادي الصامتين» في عهد مبارك ، فكان معروف بصمته، لكن غير المعروف علي وجه التحديد ما إذا كان صمته الطويل، والذي لم يخرج عنه إلا قليلاً.
كان حسن لا يبدي أي إهتام بنائب الرئيس وهو مبارك ، وكان يعتبره "نكره " ،حيث كانت كلمته الشهيرة التي يطلقها علي مبارك هي "البتاع "
،ورغم ذلك فقد آثر الابتعاد بعد خروجه من السلطة عن كل شيء يمكن أن يورط اسمه أو ينال منه.
ومن المعروف أنه كان يصف مصر في عهد مبارك بأنها تعيش مرحلة «محلك سر» ،وهو التعبير الذي قاله في ندوة نظمها حزب الوسط الجديد تحت التأسيس وكان موضوع الندوة عن الحركة الحزبية المصرية علي مدي ٣٠ عاما وأدارها أبو العلا ماضي وكيل المؤسسين.
رئيس الوزراء الأسبق د. كمال الجنزوي في الفترة من (4 يناير 1996 - 5 أكتوبر 1999) ،وهو صاحب فكرة الخطة العشرينية التي بدأت في 1983 وانتهت عام 2003، حيث تجاوزت مصر علي إثرها خلال ثلاث خطط خمسية مرحلة الانهيار ودخلت في منتصف الثالثة مرحلة الانطلاق .
وبدأ في عهده عدة مشاريع كبيرة، كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي وكذلك بالبنك الدولي ،احتفظ بانطباعات طيبة جداً من المواطنين ،فقد سميت حكومته بحكومة " مصالحة المواطنين" ،وهو الأمر الذي لم يعجب مبارك مطلقا ،فقد خاف من تزايد شعبية الجنزوي الذي كان يقول عنه في كل قرار يتخذ الجنزوري "هو فاكر نفسه رئيس وزراء بجد ".
ولم يفلت الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل من شعور مبارك ضده بالغيظ والغيرة ولعل علاقة هيكل بالنظام الناصري ومن بعده السادات تعتبر خير دليل علي هذا الأمر، وهي التي أصابت العلاقة بينهما بالتوتر .
فبعد وصول مبارك للحكم تلازم معه تغيير في السياسات وتغيير في الوجوه وكان الابتعاد والحجب من نصيب هيكل، الذي كان وقتها في المعتقل بعد إلقاء القبض عليه ضمن مجموعة كبيرة من المثقفين والنشطاء السياسيين خريف 1981و تفاؤل «هيكل» ونبوءاته للرئيس الجديد وقتها لم تشفع له إلا بلقاء ضمن آخرين مع الرئيس مبارك يدرك الجميع انه كان بداية لحالة القطيعة بين الاثنين .
فمن المعروف أن نجم هيكل كان ساطعا وقت فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ،والسادات إلا قليلا ،وهو الأمر الذي دفع بالحقد إلي قلب مبارك تجاه هيكل ،حيث كان يقول مبارك دائما أن سمير رجب أعظم من هيكل فهيكل يكتب مقالا كل يوم ،أما رجب فيكتب ثلاثة في اليوم الواحد .
وكان للعالم المصري الكبير أحمد زويل قدرا من الحقد عليه من مبارك الذي كان يطمح في أن ينال جائزة "نوبل "للسلام اعتقادا منه انه قدم ما لم يقدمه احد في زرع السلام في المنطقة العربية .
فكان مبارك دائما ما يقول علي زويل كلما وصلته أخبار أن زويل ينتقد نظام مبارك وسياساته " هو فاكر نفسه صاحب جائزة بجد ".
فكان زويل يقول باستمرار انه رغم كل تواصله مع أعضاء النخبة الحاكمة في مصر فان جهوده من أجل تطوير العلم والتكنولوجيا والتعليم في مصر خلال السنوات الخمسة عشرة الماضية باءت بالفشل بسبب العبء الثقيل من الفساد والبيراقراطية.