استقبل المحتجون المصريون في ميدان التحرير بيان الجيش المصري بحذر شديد واكدوا استمرار تظاهرهم لحين تحقيق كافة مطالبهم، وينتظر الجميع كلمة سيلقيها الرئيس المصري حسني مبارك عبر التلفزيون الرسمي كما اعلن
ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة اسد الله الصاوي نقلا عن مصادر دبلوماسية مصرية في الخارج انه تم ابلاغ السفارات المصرية بان الرئيس المصري قد غادر البلاد بالفعل قبل ساعات، وان الكلمة التي سيبثها التلفزيون هي كلمة مسجلة.
لكن شيئا من هذا غير مؤكد حتى الان، وان اشارت معظم التقارير الى ان مبارك قد يعلن تنحيه عن السلطة الليلة.
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر اصدر البيان رقم واحد قال فيه ان المجلس بات "في حال انعقاد دائم لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات شعب مصر".
وتشير تقارير الى ان الاجتماع عقد بدون ذكر كلمة القائد الاعلى للقوات المسلحة، وهو رئيس المجلس، الرئيس المصري حسني مبارك، الذي فسر على انه اشارة الى استبعاده عن القيادة العليا للقوات المسلحة.
ويقول خبراء عسكريون ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة لا ينعقد برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، وهو المشير محمد طنطاوي، الا في حال عدم وجود القائد الاعلى، وهو رئيس الجمهورية.
وفيما تتلاحق التطورات في مصر قال البيت الابيض انه يراقب عن كثب الموقف المتقلب في مصر.
كما قال التلفزيون المصري ان مبارك سيلقي خطابا للشعب الليلة.
وكان الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر حسام بدراوي قد صرح لـ بي بي سي إنه يتوقع أن يستجيب الرئيس مبارك لمطالب الشعب قبل الغد، وذلك بعد أن يوجه خطابا يلقي فيه بتكليفاته المتعلقة بتعديل الدستور المصري.
كما صعد قائد ميداني من الجيش على خشبة المسرح الذي أعده شباب المتظاهرين في ميدان التحرير حيث أكد أنه سيتم الاستجابة لجميع مطالب الشعب خلال ساعات.
وقد شكل رئيس الوزراء المصري احمد شفيق لجنة تحقيق وتقصى حقائق بشأن "الانتفاضة الشبابية" ، في وقت تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات في الشارع المصري ودخلت في يومها السابع عشر. كما افادت تقارير اعلامية بأن الادعاء العام قد بدأ تحقيقا رسميا في اتهامات فساد ضد ثلاثة من الوزراء البارزين السابقين وامين التنظيم السابق للحزب الوطني الحاكم.
وجدد المتظاهرون المحتشدون في ميدان التحرير وسط القاهرة مطالبتهم بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك واسقاط نظامه الحاكم، فيما ظهرت بوادر اضرابات عمالية تتسع تدريجيا في عدد من المجمعات الصناعية في محافظات مصرية.
وقال شفيق في مقابلة خاصة مع بي بي سي " سأطارد اللجنة يوميا كى تنتهى من عملها في اسرع وقت ممكن، هذا وعد منى للجبهة الداخلية كلها".
واوضحت التقارير ان التحقيق بتهم الفساد يستهدف وزير التجارة السابق رشيد محمد رشيد ووزير السياحة زهير جرانة ووزير الاسكان السابق احمد مغربي فضلا عن العضو البارز في الحزب الوطني وعملاق صناعة وتجارة الحديد في البلاد احمد عز.
واعاد الجيش نشر قواته بالقرب من مقار رئاسة الجمهورية ومجلسي الشعب و الشورى ومجلس الوزراء مع تهديد المتظاهرين بتسيير مسيرات مليونية إلى القصر الرئاسي في عابدين.
كما اعلن حزب التجمع عن انسحابه من جلسات الحوار الوطني احتجاجا على طريقة إدارة نائب رئيس الجمهورية للحوار.
واوضح الحزب في بيان انه "قرر الانسحاب من الحوار" لعدة اسباب بينها "صدور تصريحات غير مقبولة لانها تضع المتحاورين في مواجهة الثورة الشعبية مثل التصريح القائل -إما الحوار وإما انقلاب-" في اشارة الى ما قاله نائب الرئيس عمر سليمان الثلاثاء في لقاء مع الصافة المصرية.
وعزا الحزب انسحابه من الحوار ايضا الى "عدم استجابة النظام للحد الادنى من المطالب الشعبية